السبت، 21 أبريل 2012

لماذا الله موجود بدلا من أنه غير موجود ؟ افتراض وجود الله لا يفسر شيئا! ردا على منتدى التوحيد


كنت في منتدى التوحيد من فترة ودخلت في حوارات طويلة مع الكثير من محاوريهم، في النهاية حظروني دون أي سبب لأنهم لا يستطيعون الحديث إلا مع أنفسهم ولا يرتاحون للردود إلا من طراز "جزاك الله خيرا" ولا يريدون أن يفسد عليهم أحد الاستمناء العاطفي الذي يعيشون فيه بأي فكرة مخالفة، فتجد أنهم لا يتحملون أن مشاركة ليس فقط من الملحدين بل حتى من المسلمين الآخرين المخالفين. أحدهم يسأل "لماذا هناك شيء بدلا من لا شيء؟" السؤال جيد لكن الإجابة التي يريد تسويقها تزيد تعقيد السؤال بدلا من حله، فهو يزعم أنه عندما يقول أن الله خلق الكون فقد عرف لماذا هناك شيء بدلا من لا شيء؟ لكن الله نفسه هو شيء فلماذا هناك هذا الشيء المسمى الله بدلا من لا شيء؟ أنتظر إجابة من منتدى التوحيد.
موضوع آخر دخلت في حوار طويل فيه في منتدى التوحيد كان بعنوان "إنكار وجود الله يقود إلى إنكار وجود العقل". صاحب هذا الموضوع يزعم باختصار أنه إن لم يكن هناك عليم أزلي يعلم قوانين المنطق منذ الأزل فإنه لا يمكن وجود مثل هذه القوانين. في ردي عليه بينت أن قوانين المنطق هي قوانين وضعها البشر لوصف كيفية عمل الكون وأنها لا تستلزم وجود أي عقل يتجاوز العقل البشري، لكن هنا أريد أن أنتقل من الدفاع للهجوم وأبين أن وجود عليم أزلي لا يشرح بأي حال وجود المنطق والرياضيات وكل المفاهيم التجريدية. المسلم أو المسيحي أو أي متدين يزعم أن الله هو مصدر المنطق لا يستطيع الإجابة على الأسئلة الثلاث التالية.  
1.       لماذا الله موجود بدلا من أنه غير موجود؟
2.       لماذا الله عنده صفات معينة وليس صفات أخرى؟
3.       لماذا إرادة الله فعالة بدلا من أنها غير فعالة؟
المسلم يعتقد أنه قبل وجود أي شيء كان هناك فقط شيء واعي واحد هو الله وأن هذا الشيء له تفكير ورغبات ومشاعر، ليس فقط تفكير عشوائي لكن تفكير منظم وأن هذا الشيء كان دائما موجودا بدون أي سبب، لأنه لو احتاج لسبب فهذا سيعني وجود وعي يتجاوزه وهذا ليس ما يؤمن به المسلمون. معنى ذلك أن الله لا يمكن أن يفسر وجود نفسه، لأنه لو لم يتواجد فلا يمكن أن يسبب وجود نفسه وإن تواجد دائما فلا سبب لوجوده. هذا ما يؤمن به المسلمون، أن شيئا واعيا له أفكار ومشاعر تواجد دائما دون سبب، وأغرب من ذلك إيمانهم أن هذا الشيء إرادته فعالة بمعنى أنه بمجرد أن يريد شيئا فإنه يحدث، مثلا إن قرر أن نجما سيأتي للوجود ففجأة ستخرج مليارات مليارات الأطنان من المادة الفيزيائية للوجود من لا شيء. السؤال لماذا؟ لماذا يحدث هذا؟ لماذا إرادة هذا الشيء فعالة؟ لماذا مثلا لا تكون إرادته غير فعالة، وإن أراد خلق كوكب مثلا فإنه لن يحدث شيء؟ أو أن يريد أن يخلق شجرة مثلا فيظهر مكان ذلك حيوان؟ لماذا الأمور مرتبة لهذا الشيء بحيث أن ما يريده يحدث؟ طبعا لا يمكن أن يكون الله هو سبب كون إرادته فعالة لأن لو لم تكن إرادته فعالة لم يكن لأن يستطيع أن يحولها لفعالة، وإن كانت فعالة دائما فليس هناك سبب لذلك. بعبارة أخرى إرادة الله فعالة دون أي سبب.
خلاصة ما سبق أن وجود الله و قدراته وفعالية إرادته هي أمر عشوائي تماما ولا يستند إلى أي سبب منطقي ولا يمكن القول أن صفة معينة للإله هي أفضل من أخرى، لأنه لو كان هناك سبب منطقي لاحتاج ذلك لوعي أعلى من الله وهو ما لا يؤمن به المسلمون. المسلمون يزعمون أن الملحدين لا يمكن أن يفسروا وجود المنطق، لكن الغريب في المسألة هو كيفية تفسير المسلمين للمنطق. هم يزعمون أن المنطق يعتمد على العليم الأزلي الذي اتضح مما سبق أن وجوده و صفاته وفعالية قدرته هي مجرد شيء عشوائي وبالتالي فإن قوانين المنطق المعتمدة عليه هي كذلك عند المسلمين أمر عشوائي لا سبب له. فهل يعتقد المسلمون بعد هذا أنهم فسروا وجود أي شيء؟! إن كان تفسير وجود كل شيء أمر مهم جدا عند المسلمين فلماذا يضيعون أوقاتهم في سؤال الملحدين عن تفسيرهم للمنطق في حين أن الأولى بهم أن يسألوا أنفسهم عن تفسير وجود الله؟

الثلاثاء، 17 أبريل 2012

عدنان إبرهيم يستمر في مغالطاته


في الحلقة الأخيرة من سلسة مطرقة البرهان أراد عدنان إبراهيم أن يرد على موضوعي السابق على احتمالاته، لكنه بدلا من الرد بكلام علمي لجأ للاستخفاف والاستهزاء وتكرار نفس المزاعم وزعم على لساني شيء لم أقله. فأنا لم أطلب منه توضيح كيف حسب وليم ديمبسكي ما سماه حد الاحتمال الشامل فهذا الرجل لا يعتبر عالما أساسا ولا يوجد هناك من علماء الرياضيات من يوافق على وجود حد ادنى للاحتمال، بل كان اعتراضي على ما نقله عن بنروز، لذلك أتحدى عدنان ابراهيم مجددا ان يشرح لنا الاحتمال الذي نقله عن بنروز.
عدنان إبراهيم الذي يزعم أن من رد عليه من الملحدين لا يعرف أساسيات العلم وضح جليا جهله في الحلقة الأخيرة، فهو يعتقد أن نصف قطر الكون هو 13.7 مليار سنة ضوئية أي نفس عمر الكون وهذا خطأ يقع فيه المبتدؤن في علم الكون،نصف قطر الكون الحقيقي هو حوالي 47 مليار سنة ضوئية. سبب ذلك هو تمدد الكون ومن لا يثق في كلامي ولا يصدق أن عدنان إبراهيم مخطئ فليتأكد من المصادر العلمية.
وبدلا من أن يتراجع الرجل عن التمادي في الاحتمالات، جاء باحتمال جديد حول احتمالية تكون جزي بروتين بالصدفة، الاحتمال منقول عن العالم السويسري Charles-Eugene Guye الذي توفي سنة 1942 وهو أمر عفا عليه الزمن، ما قام به هذا العالم هو حساب احتمالية أن تصطف الذرات المكونة لجزيء بروتين معين بالصدفة لو أخذ حجم من الذرات يساوي حجم الأرض ثم هزه بسرعة الضوء. بمعنى أن الرجل تجاهل كل قوانين الكيمياء الني تنتج تفضيلات لانشاء جزيئات معينة، كذلك متجاهلا ان هناك ملايين إن لم يكن مليارات البروتينات الأخرى التي يمكن أن تشكل بداية الحياة. أي أن هذه الحسابات كلها لا فائدة منها وغير متعلقة في الموضوع وهي قديمة وعفا عليها الزمن فقد تم حسابها قبل حتى اكتشاف الدي ان اي لذلك فهي تفشل في أخذ أكثر من نصف قرن من التقدم في المجال الكيمياء الحيوية في الحسبان.

الجمعة، 13 أبريل 2012

أشهر الأقوال الإلحادية لأشهر الملحدين

1-      يبدو لي أن فكرة وجود إله شخصي هو مفهوم أنثروبولوجي لا أستطيع أن آخذه على محمل الجد. علاوة على ذلك لا يمكنني تصور أي إرادة أو هدف خارج نطاق البشرية. ... العلم يُتهم بتقويض الأخلاق، لكن هذا الاتهام غير عادل. ينبغي أن يستند سلوك الإنسان الأخلاقي بشكل رئيسي على التعاطف والتعليم والعلاقات الاجتماعية والاحتياجات؛ لا ضرورة لأي أساس ديني. في الحقيقة فإن الإنسان سيكون في حالة مزرية إذا كان يجب ضبطه بالخوف من العقاب ورجاء الثواب بعد الموت. ألبرت أينشتاين
2-      يمكننا أن نسمي النظام في الكون باسم الإله، لكنه سيكون إله غير شخصي. ليس هناك شيء شخصي في قوانين الفيزياء. ستفين هوكنج
3-      ما يمكن فرضه دون برهان يمكن رفضه دون برهان. كريستوفر هيتشينز
4-      الدين وهم يستمد قوته من حقيقة أنه يقع في رغباتنا الغريزية. سيجموند فرويد
5-      الدين هو زفرة المخلوق المضطهد، قلب عالم لا قلب له، وروح ظروف بلا روح. إنه أفيون الشعب. كارل ماركس
6-      حقيقة أن المؤمن أسعد من الشكوكي لا تختلف عن حقيقة أن الشخص المخمور هو أكثر سعادة من الشخص الرصين. جورج برنارد شو
7-      مع أو من دون دين، سيكون هناك اناس طيبون يقومون بأفعال جيدة وأناس أشرار يفعلون الشر، لكن حتى يقوم الناس الطيبون بارتكاب الشرور، فهذا يحتاج للدين. ستيفن واينبرغ
8-      الدين يُعتبر من قبل عامة الناس أنه صحيح، ومن قبل الحكماء أنه كذب، ومن قبل الحكام أنه مفيد. إدوارد جيبون
9-      الحمقى يرفضون ما يرونه، وليس ما يفكرون به، أما الحكماء فيرفضون ما يفكرون به وليس ما يرونه. هوانغ بو
10-   حيث تنتهي المعرفة يبدأ الدين. بنجامين دزرائيلي
11-   واحدة من المآسي الكبيرة للبشرية هو أن الأخلاق قد تم اختطافها من  قبل الدين. آرثر سي كلارك
12-   أنا أؤكد أننا كلانا ملحدين على حد سواء. كل ما في الأمر أن عدد الآلهة التي لا أؤمن بها أنا يزيد بمقدار واحد عن عدد الآلهة التي لا تؤمن بها أنت. عندما تفهم لماذا ترفض كل الآلهة الأخرى المحتملة، فسوف تفهم لماذا أرفض أنا إلهك. ستيفن روبرتس
13-   عندما كنت طفلا كنت أدعو كل ليلة من أجل دراجة جديدة. ثم أدركت أن الرب لا يعمل بهذه الطريقة لذلك سرقت واحدة وطلبت منه أن يغفر لي. ايمو فيليبس
14-   وإذا كان هناك إله، فأعتقد أنه من المستبعد جدا انه سوف يكون بهذه الدرجة من الغرور بحيث يستاء من أولئك المشككين في وجوده. برتراند راسيل
15-   يجب علينا أن نتساءل عن منطق القصة التي تقول بوجود الله كلي المعرفة وكلي القوة، الذي خلق البشر الخطائيين، ومن ثم حملهم المسئولية عن أخطائه الخاصة. جين رودنبري
16-   لا يمكنك اقناع مؤمن بأي شيء لأن إيمانه غير مبني على الدليل، إنه مبني على الحاجة العميقة للإيمان. كارل ساغان
17-   الادعائات غير العادية تحتاج إلى أدلة غير عادية. كارل ساغان
18-   يجب أن نحترم دين الآخر، لكن فقط إلى الحد الذي نحترم نظريته أن زوجته جميلة وأن اطفاله أذكياء. هنري لويس منكن
فريدرش نيتشه
19-   هل الإنسان هو أحد خطايا الله أم أن الله هو أحد خطايا الإنسان.
20-   الإيمان يعني إرادة عدم معرفة الحقيقة.
21-   القناعات عدو أكثر خطورة على الحقيقة من الأكاذيب.
غاندي
22-   أبشع و أقسى الجرائم التي سجلها التاريخ، تم ارتكابها تحت غطاء الدين أو أهداف نبيلة مماثلة.
23-   أنا أحب مسيحكم، لكني لا أحب مسيحيينكم. مسيحيينكم مختلفون جدا عن مسيحكم.
مارك توين
24-   إنها ليست تلك الأجزاء التي لا أفهمها في الكتاب المقدس تلك التي تزعجني، إنها الأجزاء التي أفهما.
25-   الإنسان يُقبل في الكنيسة بناء على ما يؤمن به ويُطرد من الكنيسة بناء على ما يعلم.
بنجامين فرانكلين
26-   طريقة التفكير باستخدام الإيمان هي إغلاق عين العقل. ضوء الصباح يظهر بشكل أقل عندما تطفأ شمعتك.
27-    المنارات أكثر فائدة من الكنائس.
فولتير
28-    الله خلقنا على صورته، نحن رددنا له الجميل.
29-   أولئك الذين يؤمنون بالسفاهات سيرتكبون الفظائع.
جِدّو كريشنامورتي
30-   التقاليد تصبح أمننا، وعندما يكون العقل في أمان فإنه في اضمحلال.
31-   التأكيد المستمر على الإيمان هو مؤشر على الخوف.

الأحد، 1 أبريل 2012

الرد على احتمالات عدنان إبراهيم

في سلسلته الأخيرة "مطرقة البرهان وزجاج الإلحاد" وعند حديثه عن ما يسمية برهان النظم، أعاد عدنان ابراهيم ما يكرره المسيحي وليام لين كريغ. وهو الاقتباس المشهور من العالم البريطاني الشهير روجر بنروز عن احتمال نشأة الكون بالصدفة، طبعا جاء بأرقام خيالية لا يعرف كيف حسبت ولا على أي أساس؟، ثم تغافل عن ذكر أن بنروز نفسه ملحد. كذلك جاء بما يسمى حد الاحتمال الشامل الذي تبلغ قيمته  10-150 زاعما أن ما قل عن ذلك من احتمال يصير احتماله صفرا، ثم تحدث عن هذا العدد كأنه أمر مقبول علميا مع أنه ليس إلا من وضع بعض أتباع التصميم الذكي.

طبعا كل هذه الاحتمالات التي ذكرها لا معنى لها ويمكن انشاء احتمالات ضد أي شيء موجود حاليا تخرج عن هذا الحد المزعوم للاحتمال ومع ذلك فهي موجودة، مثلا يمكننا انشاء احتمال ضد وجود عدنان ابراهيم نفسه، ففي كل عملية قذف يتواجد حوالي 300 مليون حيوان منوي، فاحتمال أن يصيب الحيوان المنوي الذي أوجد عدنان ابراهيم هو 1 في 300 مليون، والأمر لا يتوقف هنا فيجب كذلك اضافة عدد مرات القذف وعدد البويضات ليس لوالدي عدنان ابراهيم فقط بل لأجداده وأجداد أجداده رجوعا إلى 4 مليار سنة عندما بدأت الحياة وستخرج برقم فلكي يفوق حد الاحتمال الذي وضعه ومع ذلك فعدنان ابراهيم موجود!
لو قمنا فعلا بعملية حساب لاحتمال ولادة شخص معين بناء على ما ذكر أعلاه، فلو حسبنا فقط إلى 10 أجيال أي 250 سنة، فإن احتمال ولادة شخص بعينه هي 6 x 10-100  ، ولو حسبنا إلى 40 ألف جيل أي إلى مليون سنة فإن الاحتمال هو 1.8 x 10-403167 ، فماذا لو حسبنا رجوعا إلى 3800 مليون سنة؟  بمعنى أن احتمال وجود أي إنسان بالذات في ظل هذا العدد الكبير من البشر والحيوانات المنوية والبويضات هو احتمال ضعيف جدا، لكن في النهاية لا بد أن يولد اشخاص معينون. وهذه ليست معجزة ولا تحتاج تدخل فوق طبيعي. للتأكد من الحسابات أعلاه ورئية التفاصيل يمكن الرجوع للرابط التالي
يتضح مما سبق أن الحديث في الاحتمالات عن نشأة الكون أمر لا معنى له، فيمكنك انشاء احتمالات ضد أي شيء موجود حاليا مدعيا أن وجوده معجزة مع أن وجوده ليس إلا أمرا حدث من تراكم الصدف، نحن فقط نرى كون واحد وبالأحرى جزء من هذا الكون، ولا نعرف هل يمكن أن تتغير القوانين او الثوابت الفيزيائية بحرية حتى نضع احتمالات لذلك. بدون أن نفحص أي أكوان أخرى فوضع الاحتمالات أمر لا أساس له. الاحتمالات يمكن استخدامها للتنبوء بحدوث الأشياء في المستقبل أما الأمور التي حدثت بالفعل فلا جدوى من استعمال الاحتمالات ضدها. كذلك فالعالم الأمريكي فيكتور ستينجر قام بعلمية حساب غير فيها الثوابت الفيزيائية وحسب خصائص الكون الناتج مثل حجم الذرات وطول عمر النجوم، واتضح أن نسبة كبيرة من الأكوان بثوابت مختلفة تسمح للحياة ولو بأشكال أخرى، فافتراض أن كوننا هو فقط ما يسمح بالحياة أمر غير صحيح. والشكل التالي يوضح أن نسبة كبيرة من الأكوان بثوابت فيزيائية مختلفة يكون عمر النجوم فيها كافيا لتكون الحياة بل وأطول من عمر النجوم في كوننا بكثير.