السبت، 5 مايو 2012

الحكمة التطورية والآلية التطورية التي تسببت في ظهور وإستمرار غشاء البكارة..جهالات منتدى التوحيد.


لا تنتهي تشغيبات المتدينين على نظرية التطور وسبب كثرتها إنما هو الجهل المخيم على هؤلاء القوم، فمعظم تشغيباتهم إنما هي من نوع المجادلة من الجهل (Argument from ignorance). فكلما خطر ببال أحدهم شيء في الكائنات الحية لم يعلم له وظيفة، اعتقد أنه وجد قشة يمكن أن يتعلق بها ليغلق عينيه عن حقيقة أن التطور أصبح حقيقة عند العلماء حتى يتمكن من الاستمرار في تصديق خرافات دينه. طبعا المسلمون لا يستطيعون أكثر من سرقة الشبهات التي يلقيها المسيحيون والخلقيون في الغرب على التطور ثم يزعمون أن هذا من بنات أفكارهم وأنى للمسلمين أن يكون عندهم فكر حتى لو كانت أفكارة خاطئة ونابعة من الجهل، موضوع سرقة المسلمين الأدبية من المسيحيين والخلقيين الغربيين طويل وهو ليس موضوعي هنا. آخرما قرأته من المسلمين هو موضوع ما هي الفائدة التطورية لغشاء البكارة وزعمهم أن هذا الغشاء ليس له إلا فائدة أخلاقية. السؤال ليس من أفكار المسلمين لكنهم سرقوه كما سرقوا غيره دون تمحيص وتدقيق ويزعمون أن العلم لم يجد وظيفة تطورية لغشاء البكارة. قبل أن أذكر وظيفة الغشاء أود الإشارة لنقطة مهمة. نظرية  التطور نظرية مثبتة بشكل عميق وبأدلة متعددة ومتنوعة سواء في الأحياء او الجيولوجيا أو علم الجينات أو المستحاثات وعلم التشريح  وهي أصبحت حقيقة عند العلماء وهناك مئات الآلاف من الأبحاث العلمية المنشورة في المجلات المحكمة التي تدعم التطور وملايين أخرى من الأبحاث المحكمة التي تستند على التطور وتبني عليه. حتى لو لم نكن نعرف كيف تطورت أعضاء معينة فهذا لا علاقة له باثبات التطور من عدمه. ما يمكن أن يثبت خطأ التطور هي أمور مثل أن تكون المادة الوراثية في الكائنات المختلفة مختلفة عن بعضها البعض في الأساس الكيميائي بحيث يستحيل أن يكون لها سلف مشترك. أو مثلا أن نكتشف أحفورة لحيوان ثدي  يصل عمرها لمليار سنة. أو أن تكون الكائنات الحية مختلفة في تشريحها لدرجة يستحيل قرابتها لبعضها وهكذا.

عودة لموضوع غشاء البكارة و وظيفته التطورية فنجد في كتاب "القرد العاري" لمؤلفه دسموند موریس والصادر سنة 1967 ما يشير لوظيفة تطورية للغشاء تتلخص في اختصار أن غشاء البكارة تطور كوسيلة حماية للأنثى بحيث لا تتسرع في الانخراط في العلاقة الجنسية الأولى قبل أن تتكون رابطة زوجية قوية مع التزام عاطفي عميق مع الذكر. من الناحية الاحصائية هذا السلوك يسمح للمرأة باحتمالية أقوى في الارتباط برجل  يرعاها هي والأبناء وتشكيل وعائلة ، الأمر الذي يزيد من النسل و فرصة بقائهم.

وفيما يلي الاقتباس من الكتاب باللغة الأصلية

Another related feature, and one that appears to be unique to our speices, is the retention of the hymen or maidenhead in the female. In lower mammals it occurs as an embryonic stage in the development of the urogenital system, but as part of the naked ape’s neoteny it is retained. Its persistence means that the first copulation in the life of the female will meet with some difficulty. When evolution has gone to such lengths to render her as sexually responsive as possible, it is at first sight, strange that she should also be equipped with what amounts to an anti-copulatory device. But the situation is not as contradictory as it may appear. By making the first copulation attempt difficult and even painful, the hymen ensures that it will not be indulged in lightly. Clearly, during the adolescent phase, there is going to be a period of sexual experimentation, of ‘playing the field’ in search of a suitable partner. Young males at this time will have no good reason for stopping short of full copulation. If a pair-bond does not form, they have not committed themselves in any way and can move on until they find a suitable mate. But if young females were to go so far without pair-formation, they might very well find themselves pregnant and heading straight towards a parental situation with no partner to accompany them. By putting a partial brake on this trend in the female, the hymen demands that she shall have already developed a deep emotional involvement before taking the final step, an involvement strong enough to take the initial physical discomfort in its stride.

Desmond Morris’ The Naked Ape: A Zoologist’s Study of the Human Animal, 1st American ed., 1967. page 82.
هذا بالنسبة لوظيفة الغشاء،  سؤال آخر طرحه أحدهم في منتدى التوحيد ويعتبرونه من جهابذة المنتدى. السؤال ينم عن جهل بالغ في أساسيات الأحياء هو التالي
من ناحية الآلية التطورية فالأمر أيضًا مضحك؛ لأن حدوث الولادة يتطلب عدم وجود هذا الغشاء (والإستثناء هو الغشاء المطاطي الذي يذهب مع أول ولادة - وبدون الدخول في التفاصيل فإن هذا لا يغير حقيقة الموضوع لهذا سيُهمل في البحث). وبالتالي اللآتي يحافظن على غشاء البكارة لن يستطيعن أن يورثن هذه الصفة! إذًا من شروط حدوث التطور هو عدم وجود غشاء البكارة!

هل رأيتم جهلا بعد هذا الجهل؟ الرجل حتى الآن لا يعرف أن الصفة الجينية شيء والصفة المكتسبة شيء آخر، وأن اختراق غشاء البكارة لن يحذف جينات الغشاء من  خلايا المرأة. الرجل يظن أن الشخص الذي تقطع يده في حادث سيكون أبناؤه مقطوعي الأيدي! هل هذه العينات من الناس مؤهلة للحديث عن نظرية علمية وهي لا تفرق بين الصفات المورثة والمكتسبة؟  إذا كان هؤلاء هم جهابذة منتدى التوحيد الذين يسمونهم محاورين فكيف هو حال باقي الأعضاء؟!