كلية القدرة أحد الصفات التي تنسب دائما للآلهة في
مختلف الأديان، لكن عند التدقيق في هذه الصفة نجد أنها فارغة من المضمون.
فأول ما يتبادر للذهن من هذه الصفة أن الله يستطيع أن يفعل أي شيء يخطر على
البال، لكن لو سألنا أي مؤمن هل يستطيع الله أن يخلق دائرة مربعة فسيكون
الرد غالبا بأن الله يقدر فقط على فعل الأمور الممكنة منطقيا، فهنا علينا
أن نعدل تعريف كلية القدرة إلى أن الله على كل شيء " ممكن منطقيا " قدير.
لكن هذا التعريف أيضا لا يكفي فلو سألنا هل يستطيع الله أن يكذب أو أن يفعل
الشر أو أن يموت أو أن يلد أو يولد فقد يجيب البعض أن هذا يخالف صفات الله
وعظمته وبالتالي فلا يستطيع الله أن يفعلها. قد يجادل البعض أن الله
يستطيع أن يفعل هذه الأشياء لكنه لا يفعلها لأنها تخالف صفاته الأخرى وهذا
لا يختلف عن الإجابة الأولى ففي النهاية الله لا يقدر على هذه الأمور ومقيد
بالصفات الأخرى. بالتالي علينا تعديل التعريف مجددا إلى أن الله على كل
شيء " ممكن منطقيا ولا يتخالف مع صفاته " قدير.
لكن هذا التعريف ينطبق على الجميع، حتى الإنسان فهو على كل شيء " ممكن منطقيا ولا يتخالف مع صفاته " قدير. ويصبح الإنسان وكل شيء على كل شيء قدير و كلي القدرة! ويحق لي أن أدعي أنني على كل شيء قدير وإن اعترض أحد وسألني هل تستطيع أن ترسم دائرة مربعة ؟ سأرد ان هذا أمر غير منطقي، وإذا سألني آخر هل تستطيع أن تطير؟ سأقول له هذا لا يتوافق مع صفاتي.
لكن هذا التعريف ينطبق على الجميع، حتى الإنسان فهو على كل شيء " ممكن منطقيا ولا يتخالف مع صفاته " قدير. ويصبح الإنسان وكل شيء على كل شيء قدير و كلي القدرة! ويحق لي أن أدعي أنني على كل شيء قدير وإن اعترض أحد وسألني هل تستطيع أن ترسم دائرة مربعة ؟ سأرد ان هذا أمر غير منطقي، وإذا سألني آخر هل تستطيع أن تطير؟ سأقول له هذا لا يتوافق مع صفاتي.
فما المميز في قولنا أن الله على كل شيء قدير أو أن الله
كلي القدرة؟ لا شيء مميز فهي فقط صفات تعظيمية مستحيلة منطقيا وضعها مخترعي فكرة الله لاضفاء هالة على آلهتهم دون تفكير عميق في تبعات هذه الصفات.